الشهداء الأمميون لثورة روج آفا – 11: كيفن جوشيم

بعد أن قرأ كتاب الكونفدرالية الديمقراطية للقائد عبدالله أوجلان، أوضح بأن هذا هو الطريق الصحيح وتوجه نحو كردستان...في البداية ذهب إلى قنديل، وانضم إلى صفوف قوات الكريلا، ومن ثم توجه إلى روج آفا وخاض الحرب ضد داعش، وتولى مهمة القيادة.

"إن السبب الذي دفعني للانضمام إلى هذا النضال، هو رغبتي في بناء حياة حرة وثورة مختلفة، وأنا أؤمن بنظام الكونفدرالية الديمقراطية، إضافة إلى طريق الثورة، انضممتُ بشكل طوعي وبمحض إرادتي وبقرار حر وإيديولوجي، لقد كنتُ مصمماً، حيث إن ما جلبني إلى هذا المكان ليست الظروف المعيشية، بل تصميمي هو الذي جلبني إلى روج آفا، وجئتُ من مكانٍ على بعد آلاف الكيلومترات من أجل هذه الأرض، ووعدتُ ضميري بأن لا أخون هذا الاختيار".   

وجد حقيقته ضمن الكونفدرالية الديمقراطية

وُلد كيفن جوشيم، المعروف باسم دلسوز بهار في خضم النضال، في الثاني من تشرين الثاني 1993 في مدينة كارلسروه الألمانية في كنف عائلة موارين و فريدي، وتواصل في ألمانيا مع حركة حرية الكرد في العام 2012، وجاء إلى كردستان، ودرس في ألمانيا الحركة الماركسية-اللينينية وقدم الدعم للأنشطة السياسية في هذا السياق، ولكن عندما تعرّف على فكر وكتابات القائد عبدالله أوجلان، غيّر موقفه، وتوصل إلى تلك القناعة بأن الحركة الماركسية-اللينينية لا يمكنها أن تحل القضايا الإنسانية، واعتبر الكونفدرالية الديمقراطية أيضاً كالطريق الصحيح للإنسان، كما أنه تحرك حول نفس القيم الأساسية، كما وجد أن حرية الشعب تضاهي حرية الشخص، وترك حياته في ألمانيا واتجه نحو الحركة الثورية في كردستان.   

ذهب كيفن جوشيم في تشرين الثاني 2012 إلى قنديل، وانضم إلى صفوف نضال قوات الكريلا، وشارك في التدريبات العسكرية والإيدولوجية والحياتية، وتعرّف على الكثير من الأفكار الجديدة . 

ويتحدث أحد رفاقه، الذي كان معه في الدورة التدريبية، عنه على النحو التالي: "لقد أصبح الرفيق دلسوز مثالاً يُحتذى به في الحياة والنضال والتدريب، والأمر المثير للدهشة والانتباه أيضاً، هو أنه تعلم بسرعة اللجهات الكورمانجية والسورانية في اللغة الكردية، وتعلم هذا الأمر بفضل رغبته في تعلم كل مجال من مجالات الحياة وإدراك كل شيء، ولم تغلبه السلبية ابداً، وانتقد الأساليب الخاطئة دون خوف أو بدون نية سيئة، وعلى الرغم من أنه كان لا يزال جديداً ، إلا أنه دائمًا ما يشارك ما يعرفه مع رفاقه". وتطوّر بسرعة من الناحية السياسية والعسكرية والثقافية بفضل شخصيته، ووصل إلى المستوى الذي أخذ فيه المسؤولية على عاتقه، حيث تعلم اللغات واللهجات المحلية (الكرمانجية والسورانية والتركية) جيداً لدرجة أنه تم تكليفه بمهمة تنسيق التواصل بين المجموعات المختلفة لقوات الكريلا.

بإمكان روج آفا أن تصبح البديل لجميع الشعوب 

كان ضمن  تلك المجموعات التي أرسلتها حركة حرية كردستان إلى روج آفا من أجل محاربة داعش، وبعد مجيئه إلى روج آفا، أصبح قائد وحدة المقاتلين الأمميين في إقليم الجزيرة، وحارب في مرحلة تحرير الشهيد روبار قامشلو على مدى أشهر في الصفوف الأمامية، وعندما كان يتحدث عن حافز انضمامه إلى النضال، قال: "أريد أن أتعلم من هذه الثورة، لأن هذه الثورة وهذا النظام في روج آفا يمكن أن يكون بديلاً لجميع شعوب العالم بأسره، ويمكن أن يكون بديلاً لجميع الأيديولوجيات التي لا تخلق الحلول، ويمكن أن يكون بديلاً للعالم في مواجهة الحداثة الرأسمالية".

استشهد كيفن جوشيم في 6 تموز 2015 في قرية شركراك التابعة لبلدة سلوك في ناحية كري سبي في شمال وشرق سوريا (المدينة التي احتلت في تشرين الأول 2019 من قِبل الدولة التركية) في خضم الحرب ضد مرتزقة تنظيم داعش.

وكان الشهيد دلسوز قد وصف ثورة روج آفا على أنها نهضة عظيمة، وأشار إلى أنه يمكن لكل شخص أن يكون جزءاً منها.

 

غداً: الشهداء الأممين لثورة روج آفا -12: روبرت غالاغر